المعاشرة بالمعروف
جعل الله تعالى للرجل حق القوامة في الحياة الزوجية, فقال تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم). فهو يتحمل مسؤولية الكيان العائلي, بالمبادرة إلى تأسيسه حيث يطلب يد الفتاة, ويدفع المهر, ثم هو المتكفل بالإنفاق على متطلبات الحياة للأسرة, وهو المتصدي لحمايتها والدفاع عنها.
وهذا ما تشير أليه الآية الكريمة, فالرجل في موقعية تتيح له التزام هذه المسؤولية وتحملها, من حيث قوته الجسدية, وطبيعته النفسية المؤهلة أكثر لتحمل المشاقة والأعباء, وتوفير نفقات الحياة.
بينما تمتاز المرأة برقة الجسد ونعومته, وبما تمتلك من فيض الحنان والعاطفة, الذي يؤهلها للقيام بدور الأمومة العظيم.
فهناك امتيازات وخصائص متقابلة بين الزوجين, فليس هناك امتياز مطلق لأحدهما على الآخر, بل نقاط قوة عند كل منهما تجاه الآخر, وبمشاركتهما وتكاملهما تتحقق سعادتها ويؤديان دورهما الإنساني الاجتماعي.
وقوامة الرجل على المرأة في الحياة الزوجية تكليف قبل أن تكون تشريفا, وفي مقابل الواجبات الملقاة على عاتقه تجاهها, تكون له بعض الصلاحيات وأهمها أن حق الطلاق بيده, ما لم تشترط هي في العقد وكالتها عنه في طلاق نفسها, حيث تشاركه بموجب هذا الشرط في حق الطلاق.
وللزوج حق الاستمتاع وهي تشاركه في ذلك, لكن صلاحيته أوسع, كما أن له التحكم في أمر خروجها من المنزل على تفصيل, لكن هذه الصلاحيات الممنوحة للرجل من خلال موقع القوامة في الحياة الزوجية, لا يصح أبدا أن تتحول إلى تسلط وقهر, والى استضعاف للمرأة وإساءة لكرامتها, ولأن ذلك كثيرا ما يحدث من بعض الأزواج تجاه زوجاتهن, فقد جاء التأكيد في آيات عديدة, وأحاديث كثيرة, على أهمية مراعاة حقوق الزوجة المادية والمعنوية, والتعامل معها باحترام وإحسان.
تؤكد أكثر من آية في القرآن الكريم أن تعامل الزوج مع زوجته يجب أن يكون في إطار المعروف, وتكرر ذلك في اثني عشر موضعا من القرآن الكريم منها: يقول تعالى:
1. (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
2. (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
3. (فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)
4. (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
5. (وعاشروهن بالمعروف).
6. (فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف).
والمعاشرة بالمعروف تعني أن تكون مخالطة الرجل ومعاملته لزوجته بأسلوب لائق منسجم مع تعاليم الشرع وأعراف المجتمع.
قال الطباطبائي في تفسير الميزان: "المعروف هو الذي يعرفه الناس بالذوق المكتسب من الحياة الاجتماعية المتداولة بينهم".
وقال الشيخ السعدي النجدي في تفسيره "تيسير الكريم الرحمن": "وعاشروهن بالمعروف" وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية, فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف, من الصحبة الجميلة, وكف الأذى, وبذل الإحسان, وحسن المعاملة, ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما, فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان, وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال".
أما في السنة الشريفة فقد وردت أحاديث وروايات كثيرة توصي الأزواج بحسن المعاشرة مع زوجاتهم, ففي صحيح البخاري عنه انه قال: "فاستوصوا بالنساء خيرا" وعنه : "فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله".
وعنه : "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم" في المقابل فان هناك نصوصا وتعاليم تؤكد على الزوجة حسن المعاشرة لزوجها, ومعاملته باحترام, فقد ورد عن رسول الله انه قال:
"أعظم الناس حقا على المرأة زوجها". وعنه : "ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها".
الاحترام المتبادل:
المعاشرة بالمعروف بين الزوجين تعني شيئين: أولا: أن يؤدي كل منهما للآخر حقوقه ضمن المستوى المتعارف في المجتمع, وليس ضمن الحد الأدنى, فنفقة الزوجة مثلا, تكون حسب المتداول لمثيلاتها في المجتمع.
وثانيا: الاحترام المتبادل مما يرتبط بالجانب المعنوي, فلا يجوز إيذاء الزوجة بجرح مشاعرها أو أهانتها وإذلالها بغير حق, كما لا يجوز للزوجة خدش احترام زوجها وكرامته.
ولا يقف الأمر عند حدود التحريم الشرعي واستحقاق الإثم عند إيذاء الزوجة, بل اقر الإسلام إجراءات رادعة, للانتصاف للمرأة وحماية حقوقها, إذا كان الزوج معتديا مسيئا, لأن الدين لا يسمح أن تبقى المرأة مستضعفة فريسة لاضطهاد الزوج غير الملتزم بأوامر الله تعالى.
فإذا كان الزوج يؤذي زوجته ويشاكسها بغير وجه شرعي, جاز لها رفع أمرها إلى الحاكم الشرعي, ليمنعه من الإيذاء والظلم, ويلزمه بالمعاشرة معها بالمعروف, فان نفع وإلا عزره بما يراه - من توبيخ أو ضرب أو ما أشبه - فان لم ينفع أيضا كان لها المطالبة بالطلاق, فان امتنع منه ولم يمكن إجباره عليه طلقها الحاكم الشرعي.
والآيات القرآنية واضحة في أن الحالة المشروعة المقبولة للحياة الزوجية هي المعاشرة بالمعروف, وإلا فهو إنهاء العلاقة والتسريح بإحسان (فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف).
جعل الله تعالى للرجل حق القوامة في الحياة الزوجية, فقال تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم). فهو يتحمل مسؤولية الكيان العائلي, بالمبادرة إلى تأسيسه حيث يطلب يد الفتاة, ويدفع المهر, ثم هو المتكفل بالإنفاق على متطلبات الحياة للأسرة, وهو المتصدي لحمايتها والدفاع عنها.
وهذا ما تشير أليه الآية الكريمة, فالرجل في موقعية تتيح له التزام هذه المسؤولية وتحملها, من حيث قوته الجسدية, وطبيعته النفسية المؤهلة أكثر لتحمل المشاقة والأعباء, وتوفير نفقات الحياة.
بينما تمتاز المرأة برقة الجسد ونعومته, وبما تمتلك من فيض الحنان والعاطفة, الذي يؤهلها للقيام بدور الأمومة العظيم.
فهناك امتيازات وخصائص متقابلة بين الزوجين, فليس هناك امتياز مطلق لأحدهما على الآخر, بل نقاط قوة عند كل منهما تجاه الآخر, وبمشاركتهما وتكاملهما تتحقق سعادتها ويؤديان دورهما الإنساني الاجتماعي.
وقوامة الرجل على المرأة في الحياة الزوجية تكليف قبل أن تكون تشريفا, وفي مقابل الواجبات الملقاة على عاتقه تجاهها, تكون له بعض الصلاحيات وأهمها أن حق الطلاق بيده, ما لم تشترط هي في العقد وكالتها عنه في طلاق نفسها, حيث تشاركه بموجب هذا الشرط في حق الطلاق.
وللزوج حق الاستمتاع وهي تشاركه في ذلك, لكن صلاحيته أوسع, كما أن له التحكم في أمر خروجها من المنزل على تفصيل, لكن هذه الصلاحيات الممنوحة للرجل من خلال موقع القوامة في الحياة الزوجية, لا يصح أبدا أن تتحول إلى تسلط وقهر, والى استضعاف للمرأة وإساءة لكرامتها, ولأن ذلك كثيرا ما يحدث من بعض الأزواج تجاه زوجاتهن, فقد جاء التأكيد في آيات عديدة, وأحاديث كثيرة, على أهمية مراعاة حقوق الزوجة المادية والمعنوية, والتعامل معها باحترام وإحسان.
تؤكد أكثر من آية في القرآن الكريم أن تعامل الزوج مع زوجته يجب أن يكون في إطار المعروف, وتكرر ذلك في اثني عشر موضعا من القرآن الكريم منها: يقول تعالى:
1. (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
2. (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
3. (فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)
4. (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
5. (وعاشروهن بالمعروف).
6. (فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف).
والمعاشرة بالمعروف تعني أن تكون مخالطة الرجل ومعاملته لزوجته بأسلوب لائق منسجم مع تعاليم الشرع وأعراف المجتمع.
قال الطباطبائي في تفسير الميزان: "المعروف هو الذي يعرفه الناس بالذوق المكتسب من الحياة الاجتماعية المتداولة بينهم".
وقال الشيخ السعدي النجدي في تفسيره "تيسير الكريم الرحمن": "وعاشروهن بالمعروف" وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية, فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف, من الصحبة الجميلة, وكف الأذى, وبذل الإحسان, وحسن المعاملة, ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما, فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان, وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال".
أما في السنة الشريفة فقد وردت أحاديث وروايات كثيرة توصي الأزواج بحسن المعاشرة مع زوجاتهم, ففي صحيح البخاري عنه انه قال: "فاستوصوا بالنساء خيرا" وعنه : "فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله".
وعنه : "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم" في المقابل فان هناك نصوصا وتعاليم تؤكد على الزوجة حسن المعاشرة لزوجها, ومعاملته باحترام, فقد ورد عن رسول الله انه قال:
"أعظم الناس حقا على المرأة زوجها". وعنه : "ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها".
الاحترام المتبادل:
المعاشرة بالمعروف بين الزوجين تعني شيئين: أولا: أن يؤدي كل منهما للآخر حقوقه ضمن المستوى المتعارف في المجتمع, وليس ضمن الحد الأدنى, فنفقة الزوجة مثلا, تكون حسب المتداول لمثيلاتها في المجتمع.
وثانيا: الاحترام المتبادل مما يرتبط بالجانب المعنوي, فلا يجوز إيذاء الزوجة بجرح مشاعرها أو أهانتها وإذلالها بغير حق, كما لا يجوز للزوجة خدش احترام زوجها وكرامته.
ولا يقف الأمر عند حدود التحريم الشرعي واستحقاق الإثم عند إيذاء الزوجة, بل اقر الإسلام إجراءات رادعة, للانتصاف للمرأة وحماية حقوقها, إذا كان الزوج معتديا مسيئا, لأن الدين لا يسمح أن تبقى المرأة مستضعفة فريسة لاضطهاد الزوج غير الملتزم بأوامر الله تعالى.
فإذا كان الزوج يؤذي زوجته ويشاكسها بغير وجه شرعي, جاز لها رفع أمرها إلى الحاكم الشرعي, ليمنعه من الإيذاء والظلم, ويلزمه بالمعاشرة معها بالمعروف, فان نفع وإلا عزره بما يراه - من توبيخ أو ضرب أو ما أشبه - فان لم ينفع أيضا كان لها المطالبة بالطلاق, فان امتنع منه ولم يمكن إجباره عليه طلقها الحاكم الشرعي.
والآيات القرآنية واضحة في أن الحالة المشروعة المقبولة للحياة الزوجية هي المعاشرة بالمعروف, وإلا فهو إنهاء العلاقة والتسريح بإحسان (فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف).