منتديات قرية ودالأمين العركيين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاجتماعية الفكرية الثقافية


    حضانة الطفل

    أبو أحمد
    أبو أحمد
    مشرف المنتدي التقني


    ذكر عدد المساهمات : 134
    تاريخ الميلاد : 26/10/1976
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 47
    المكان : السعودية
    المهنة : فني حاسب آلي

    حضانة الطفل Empty حضانة الطفل

    مُساهمة من طرف أبو أحمد الجمعة فبراير 11, 2011 12:03 pm

    حضانة الطفل

    الحضانة شرعًا: هي حفظ الصغير ورعايته والقيام علي تربيته. فالطفل في سنواته الأولي يحتاج إلي من يقوم بشئونه، ويعتني به، ويسهر علي تربيته ؛ وذلك لعدم استطاعته القيام بنفسه بما يحتاج إليه في حياته الأولي، ومن ثم، لزم أن يكون هناك من يتولي حضانته.

    حق الحضانة: الأصل في الرعاية والحضانة أنها مشتركة بين اثنين:الرجل وزوجه، وما من عمل اشترك في أدائه اثنان، كل منهما يرجو نجاحه، إلا كتب له النجاح. ولكن قد تعترض الحياة الزوجية أمور تؤدي إلي الانفصال، فلا يمكن للصغير إلا أن يكون مع أحد أبويه، وهنا تكون الأم أولي بحضانته ؛ لأن المرأة أقدر علي تربية الطفل، وأدري بما يلزمه، وأكثر شفقة عليه، لكن النساء لسن في مرتبة متساوية في مقدرتهن علي حضانة الصغير، لذا فإن بعضهن أحق بها من بعض ؛ بسبب التفاوت فيما يملكن من شفقة وحنان وصبر علي التربية والدراية بفنونها وأساليبها.

    وقد وكل الإسلام القيام علي أمر تربية الصغير إلي أمه؛ لأنها ترضع، والصغير يحتاج إلي الرضاعة، ولأنها أكثر صبرًا علي مجاراة الصغير في طلباته الكثيرة وحاجاته العديدة، ولأنها تملك من الوقت الذي تستطيع أن تتفرغ فيه لرعاية الصغير، ما لا يملكه الزوج، ثم إنها بطبيعتها وما جُبلت عليه ستكون أكثر حنانًا، وأشد حبًا وارتباطًا بالصغير من الرجل.

    وقد أتت امرأة إلي النبي ( فقالت له: يا رسول الله؛ إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثديي له سقاء (أي حملته بطني، وضمه صدري، وسقاه ثدياي) وزعم أبوه أن ينزعه مني، فقال لها رسول الله: (أنت أحق به مالم تنكحي) [أحمد، وأبو داود، والبيهقي].

    فالطفل بطبيعته يقبل علي أمه للغذاء والرعاية أكثر من أبيه الذي لا يحقق له مباشرة حاجاته الغريزية، مع قدرتها علي العطف في مرحلة يكون الحنان فيها غذاء لا يقل عن أي غذاء ؛ لذلك فقد قرر الفقهاء أن حضانة الطفل تقتضي أن يظل في حضانة أمه سبع سنين، وأن تظل البنت في حضانتها تسع سنوات.

    وتري التربية الإسلامية أن حرمان الطفل من أمه والتفريق بينهما، من العوامل التي تؤثر عليه تأثيرًا سلبيَّا خلال السنوات الأولي من حياته، بل إن الإسلام قد حرم التفريق بين الولد وأمه صغيرًا كان أو كبيرًا، من غير ضرورة تقتضي التفريق بينهما ؛ فعن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: (من فرق بين الوالدة وولدها؛ فرق الله بينه وبين أَحِبَّتِه يوم القيامة) [الترمذي وأحمد والحاكم].

    والشرع الحنيف حين أعطي حق الحضانة للأم، لأنه يعلم جيدًا أن المرأة إذا استقامت فطرتها، وحسنت سيرتها، وصلح دينها، لم تمنع شيئًا لديها أن تعطيه لصغيرها ؛ كي ينمو سليم البدن والعقل والروح؛ فإنما صلاح الدين والدنيا بالأصِحَّاء الأقوياء، وقد جاء في الحديث الصحيح: (المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير) [مسلم].

    وهكذا نري أن الإسلام قد جعل حق الحضانة مشتركًا بين الصغير وأمه، وحق الصغير مقدم علي حق أمه؛ لأنها يمكنها التخلي عنه، ولا يمكنه ذلك، لذا، فالشرع قد يجبر الأم أحيانًا علي الحضانة إذا أبتها، ولم يكن بها موانع تمنعها من ذلك.

    شروط الحاضن:

    (1) الإسلام: فلا حضانة لغير المسلمة ؛ لأن الحضانة ارتباط بين الصغير وحاضنته، وهي في الأصل ولاية علي الصغير، والله - تعالي - لم يجعل للكافر حقَّا في الولاية علي مسلم، ولو كان صغيرًا {ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلاً} [النساء: 141].

    (2)عدم الزواج: لأن الحضانة تقتضي وضع الصغير في مناخ يشعر فيه بالمحبة والتفرغ له، فإذا تزوجت الأم تغير ذلك المناخ، فوجب انتقال الحضانة من الأم إلي امرأة أخري غيرها، هذا ما لم تكن الأم قد تزوجت أحدًا من محارم الصغير وأقاربه؛ فإن الحضانة تصح مظنة أن يعطف عليه ويحبه.

    (3) الأمانة والخلق وحسن السيرة: فالمرأة الفاحشة المتفحشة غير مأمونة علي تربية الصغار، وكيف تؤمن علي صغير امرأة غير مأمونة علي نفسها؟!

    (4) العلم بأصول التربية مع القدرة عليها: فكيف يُترك الصغير لأم جاهلة بكيفية رعايته، وتلبية احتياجاته، وحسن تنشئته، وصلاح عقله ونفسه ؟! أم كيف يُترَك الصغير لامرأة لا تقوي علي أمره ؛ كفيفة أو مريضة أو قعيدة مشلولة، أو غيرهن ممن يحتجن في أنفسهن إلي من يرعاهن ويقوم علي أمرهن.

    (5) السلامة من الأمراض النفسية والعقلية أو الأمراض المعدية: فالمرأة التي تعاني من مرض نفسي أو عقلي - وإن كان ينتابها بعض الوقت - أو التي تعاني مرضًا معديًا، أو التي تعيش في مكان تنتشر فيه الأمراض المعدية، لا تصلح لرعاية الطفل الصغير.

    (6) البلوغ: فغير البالغة قليلة الخبرة والدراية، وتحتاج هي إلي من يقوم علي أمرها ويوجهها، فكيف ترعي شئون غيرها؟!

    (7) التفرغ لحضانة الصغير: إذ هو الأصل والعلة الأولي التي جعلت للأم حق الحضانة . وكل عمل تقوم به الأم، أو أي نشاط تمارسه - إلا إذا كانت مضطرة إلي ذلك - يكون من شأنه أن يقلل من عطائها لأبنائها واهتمامها بهم، فهو عمل أو نشاط غير مقبول ؛ لما يترتب عليه من حرمان الطفل حقه في الحب والرعاية، ومن مخالفة لفطرة المرأة ورسالتها التي جُبِلت عليها .

    دور الحضانة: الأصل أن تظل المرأة في البيت مشغولة بشئون أسرتها وبيتها، وإذا كان لابد من عمل خارج البيت، فلا بد أن يكون هذا العمل صالحًا. وعمل الأم لا يعطيها وقتًا كافيًا لتربية طفلها؛ لذلك فهي تلجأ إلي وسيلة أخري لرعايته، فتأتي بجليسة طفل (مربية)، أو تتركه عند الجدة - إن وجدت- أو لدي إحدي دور الحضانة .

    ولما كان هناك الكثير من العوامل المعوقة للأسرة في رعاية أبنائه، مثل: خروج المرأة إلي العمل ؛ فقد أصبحت دور الحضانة ضرورة من ضرورات الحياة الجديدة في المجتمع الحديث، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه مهما بلغت أوجه الرعاية التي تقدمها دور الحضانة، فهي لا تخرج عن كونها عوامل مساعدة للأم علي القيام بمسئولية التربية،،وليس الغرض منها أبدًا أن تحل محلها، أو تحمل عنها المسئولية.

    الطفل ودخول الحضانة :

    قبل ذهاب الطفل إلي الحضانة بمدة كافية، يجب علي الأم أن تهيئ طفلها للذهاب إليها، وتعده نفسيًّا لذلك، وتمدح أمامه بقدر الإمكان دار الحضانة التي سيذهب إليها ؛ كي يحبها ويقبل عليها دون خوف، بل وتحاول أن تذهب معه، خصوصًا في الأيام الأولي لدخوله دار الحضانة، وتشعره بالثقة والطمأنينة، وأنه في طريقه لقضاء وقت سعيد مع أطفال آخرين من نفس سنه.

    وكثيرًا ما يرفض الطفل -رغم كل هذه الإغراءات- الذهاب إلي الحضانة، وفي هذه الحالة يجب ألا تستعمل الأم القسوة مع طفلها، أو ترغمه علي الذهاب إلي دور الحضانة، ولكن عليها أن تعاود التجربة مرة ثانية، ويمكنها التغلب علي هذه المشكلة بالتدريج، وذلك بأن تترك طفلها يذهب إلي دار الحضانة مع أحد الأطفال الأكبر سنّا، والذين التحقوا بها قبله. ولإدخال السرور علي نفس طفلها تعطيه صندوقًا صغيرًا مغلقًا، وتضع له فيه مفاجأة سارة، وتطلب منه أن لا يفتحه إلا بعد وصوله هناك.

    وقد تتساءل إحدى الأمهات: إنني أقوم بكل هذه الأشياء، وعلي الرغم من ذلك يظل طفلي عنيدًا، ويرفض الذهاب إلي دار الحضانة، بل وتزداد حالته سوءًا، وقد يصل به الأمر إلي نوع من العصبية الزائدة، والخوف المستمر ليلا، إلي جانب اعتلال صحته، وعدم رغبته في تناول الطعام، أو الارتفاع المستمر في درجة حرارته وما شابه ذلك.

    في هذه الحالة تنصح الأم بإرجاء موضوع إدخال طفلها إلي دار الحضانة لفترة، ثم محاولة إدخاله الحضانة المرة تلو الأخرى، تحاول أثناءها معرفة الأسباب التي تؤدي إلي إصرار الطفل ورفضه دخول دار الحضانة، وتعمل علي أن يختلط طفلها شيئًا فشيئًا بعدد من الأطفال الصغار؛ حتى يتعود علي جو دار الحضانة فيما بعد، وكذلك يجب استشارة أخصائي نفسي، ليرشدها إلي العلاج الصحيح لهذه المشكلة.

    ولا ينتهي دور الأم بدخول طفلها الحضانة، بل عليها متابعته، فإذا كان يتناول طعامه في دار الحضانة، فعليها أن تعتني به من حيث احتوائه علي العناصر الغذائية الكاملة.

    وعلي الأم أن تكون علي علاقة طيبة بمشرفات الحضانة حتى يمكنها التعاون معهن علي التغلب علي المشكلات التي تواجه طفلها.

    اختيار دار الحضانة المناسبة: يجب علي الأم اختيار دار الحضانة المناسبة، خصوصًا وأن هناك بعض دور الحضانة الأجنبية ذات الطابع التبشيري، التي يكون لها آثار خطيرة علي أطفالنا ؛ وخاصة عندما يدرِّسون اللغة الأجنبية للصغار منذ نعومة أظفارهم، باعتبار أن اللغة وعاء لما يراد إكسابه من عادات أو ثقافات، في حين يؤكد التربويون علي ضرورة تأجيل تعلُّم أية لغات أجنبية حتى بداية الصف الرابع من المدرسة الابتدائية، حتى يتفرغ الطفل إلي تعلم لغته القومية وإجادتها وممارستها علي أسس سليمة صحيحة.

    وقد تتساءل الأم: ما أفضل دور الحضانة إذًا ؟

    علي الأم أولا أن تسأل عن القائمين علي إدارة الحضانة من حيث مدي حرصهم علي أداء واجبهم، ومراعاة ضمائرهم، والتفاني في خدمة الطفل، حيث إن طفلها سيكون أمانة بين أيديهم، وعليها أن تدرك أن دار الحضانة المناسبة هي الدار ذات الموقع الممتاز الجيد التهوية، الذي تدخله الشمس باستمرار، والذي يتوافر فيه مكان واسع للعب الأطفال في الهواء الطلق، وقلة عدد الأطفال، مع توافر عدد مناسب من المشرفات المتخصصات، بالإضافة إلي الإشراف والعناية الصحية الملائمة.

    وعلي الأم أن تحرص علي إلحاق طفلها بدار الحضانة التي تتيح له فرصة أكبر للعب بأشكاله المختلفة، حتى يتمكن من النمو النفسي والعقلي والوجداني السليم، كذلك عليها اختيار دار الحضانة التي لا ترهق الطفل بالواجبات وأعمال الدراسة والحفظ؛ حتى يستطيع الطفل الاستمتاع بطفولته، كذلك التي تعمل علي تعريض الطفل في هذه السن لجميع أنواع المثيرات التي تفيده حسيًّا ووجدانيًّا، مع ضرورة وفرة الإثراء البيئي في بيئة الحضانة؛ لأن ذلك يساعد علي النمو العقلي للأطفال، ولا تنسي أن تحرص علي اختيار دار الحضانة التي تعمل علي تزويد طفلها بمعارف مبدئية عن الحلال والحرام، لتنمية الاتجاه الخلقي الصحيح لديه.

    ومن الناحية التربوية ينبغي أن تشبع دار الحضانة الناجحة رغبات الطفل وميوله وحاجاته، وتقدم المناهج التي تتناسب مع مداركه، كذلك تستكمل عملية التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة، فيتعود الطفل آداب السلوك الاجتماعي المقبول، والاعتماد علي نفسه في تصريف شئونه . بالإضافة إلي تعريف الطفل ببيئته الطبيعية، ومساعدته علي فهمها، وتجنيبه ما بها من أخطار عن طريق الملاحظة والمشاهدة.

    وتعتبر هذه الفترة فرصة لتعويد الطفل علي الآداب الإسلامية السامية، لهذا قالوا: التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر. والطفل لا يولد مزودًا بأية معرفة، ولا يعرف شيئًا عن الحياة، ولهذا فإن مسئولية الآباء كبيرة خلال هذه الفترة من عمر الطفل؛ لذلك يقع علي الأم العبء الأكبر في تربية الطفل، وذلك لأن الأب يكون مشغولا عنه لكثرة مهامه وأعماله، فإذا لم تقم الأم بهذا الواجب أو تخلت عنه، فإن الطفل ينشأ نشأة اليتيم، وإن كان أبواه علي قيد الحياة فإن الطفل ينشأ نشأة اليتيم، وإن كان أبواه علي قيد الحياة، يقول الشاعر:
    ليسَ اليتيمُ من انتهي أبواه من همِّ الحياةِ وخلّفاهُ ذليـــلا
    إن اليتيمَ هو الذي تَلْقَــــي له أُمَّا تَخَلَّتْ أو أبًا مشغولا


    مشكلات التي تواجه أطفال الحضانة

    تُبيِّن الدراسات أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة تمثل نحو 90% من أطفال تلك المرحلة، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط، مما يعني أن شيئًا ما في المنظومة التربوية التي ترعى الطفولة في تلك المرحلة يتسبب في إجهاض تلك المواهب الفطرية فيما يُشبه الاغتيال، وهو ما ينبه إلى أن السنوات الخمس الأولى تعتبر من الأهمية بمكانٍ في حياة الطفل؛ حيث تصقل شخصيته ويتعلم فيها مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد، فهي تُشكِّل 85% من معارف الطفل وإبداعاته، وفي الوقت الراهن يقضي الطفل هذه السنوات الخمس- غالبًا- في الحضانة؛ ولذا فلا يمكن التغاضي عن تأثيرها على الأطفال سلبًا أو إيجابًا.. فهل توجد الصورة النموذجية للحضانة التي تكفل الرعاية الواعية للطفل عقلاً وجسدًا ونفسًا؟ وما السن المناسبة لإلحاق الطفل بالحضانة؟.

    * في البداية متى نستطيع أن نقول إن الحضانة مفيدة للطفل؟

    * التحاق الطفل بالحضانة له فوائد لا يمكن التقليل من أهميتها، فهناك فوائد تربوية: مثل تعلم السنن والآداب والسلوكيات الطيبة، وفوائد تعليمية: مثل المحفوظات المفيدة من القرآن والحديث وبعض الأغاني والأناشيد الهادفة، وبدايات القراءة والكتابة والحساب (وذلك في السن المناسبة)، هذا إلى جانب فوائد تربوية أخرى: كتوسيع بيئة التعامل لتشمل غير أفراد أسرته، سواء المربيات والعاملات والمعلمات، وكذلك رفاقه من الأطفال، وبالتالي البدء في التعامل مع المنظومة الاجتماعية خارج نطاق الأسرة؛ مما ينمي الاستعداد المبكر للاعتماد على الذات وتحمل المسئولية، والتعود على الجو الدراسي تمهيدًا للالتحاق بالمدرسة بعد ذلك.

    * ما السن المناسبة لالتحاق الطفل بالحضانة؟

    * الأنسب أن يلتحق الطفل بالحضانة بعد إتمام مرحلة الرضاعة وهي سنتان؛ وذلك لحاجته الشديدة إلى حنان الأم ورعايتها؛ إذ إن الحنان والاحتضان والرعاية من أهم الحاجات الأساسية للطفل في تلك المرحلة ولا أحد يستطيع أن يُوفِّر للطفل ما توفره الأم؛ ولذلك يجب التزام الأسرة بضرورة تمتع الرضيع برعايةِ أمه حتى ينشأ سوي النفس، مستقر العاطفة، فإذا انتزع الطفل من محضنه مبكرًا يكون عُرضةً للاضطرابات النفسية مثل الإحساس بافتقاد الحنان والأمان.

    الصورة المثالية للحضانة

    * هل يمكن أن نرى صورةً كاملةً للحضانة التي نريدها لأطفالنا؟

    * الحضانة هي وكيل مؤقت عن الأسرة في توفير المأوى والرعاية والتربية للطفل، ومن ثَمَّ فإنها مكان، وبشر، وفكر، وعليه فإنه يستلزم توفر ثلاث مواصفات رئيسية: تبدأ بالمكان؛ حيث يجب أن يكون الاتساع مناسبًا لعدد الأطفال، ويجب توافر الأفنية والحدائق واللعب، مع مراعاة جودة التهوية والإضاءة، وغياب ما يسبب خطرًا أو ضررًا للأطفال كالأسلاك العارية والحشرات، والأشياء الحادة أو المدببة، والكيماويات الخطرة المستخدمة في مواد تنظيف اللعب، مع توافر دورات المياه الصحية بعددٍ من المراحيض والصنابير يتناسب مع عدد الأطفال.

    كذلك هناك مواصفات خاصة بالأشخاص القائمين عليها كالتخصص الدراسي في مجال الطفولة، والخبرة التربوية العلمية الجيدة، والعمل في المجال بروح أصحاب الرسالة؛ حيث النية الخالصة وحب المهنة والتفاني في الأداء.

    ولا نستطيع أن نغفل مواصفات العملية التربوية: من حيث تبني المناهج الدراسية والتربوية، وممارسة الأنشطة التعليمية والفنية والرياضية والاجتماعية الهادفة والمناسبة للمرحلة العمرية.

    *هل الحضانة يمكن أن تكون من عوامل تفوق الطفل مستقبلاً؟

    * إذا رجعنا إلى فوائد الالتحاق بالحضانة وإلى المطلوب من الحضانة تأكدنا أن التحاق الطفل بالحضانة يساعده على التفوق مستقبلاً، وتعتبر الحضانة البداية الحقيقة لاكتشاف مواهب الطفل وتوجيهها توجيهًا سليمًا، وهذا يتوقف على دقة المربية في ملاحظة أطفالها لمعرفة موهبة كل منهم وتنميتها.


    مشكلات شائعة

    * أهم المشكلات التي قد يعانيها طفل الحضانة هي:

    1) مشكلات نفسية: وخاصةً في البداية حيث الانتزاع من جوِّ الأسرة إلى جوِّ الحضانة الجديد الغريب.

    2) مشكلات صحية: وخاصةً إذا لم تتوافر الشروط النموذجية للمكان والمشار إليها سابقًا مع احتمال التقاط العدوى بالأمراض المختلفة من جرَّاء مخالطة المصابين بها.

    * ما دور مربية الحضانة تجاه هذه المشكلات؟

    * على مربية الحضانة الواعية أن تحسن التعامل مع المشكلات المذكورة كما يلي:

    - المشكلات النفسية: بحسن استقبال الطفل الجديد، وتقديم الرعاية الزائدة في الملاعبة والتغذية والتنظيف لتعويضه عمَّا فاته من ذلك في بيئة الأسرة ومحاولة إيجاد علاقة حب وصداقة بينه وبين زملائه والتنسيق والتعاون مع بيئته حتى يتجاوز المرحلة الانتقالية الأولى بسلام.

    - المشكلات الصحية: بتوفير شروط المكان المثالية ابتداءً، وهذه مسئولية مشتركة بين إدارة الحضانة والجهات الرسمية المختصة، ثم باليقظة الدائمة بعد ذلك لمنع ظهور ما فيه خطر أو ضرر على الأطفال، أو العمل على تلافيه فور ظهوره مع تدريب المربيات على سرعة رصد الظواهر المرضية وعزل أصحابها حتى يتم عرضهم على الطبيب للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية.


    * هل توجد مواصفات خاصة لمربية الحضانة؟

    * طبعًا، وقد أشرنا إلى بعض هذه المواصفات عند الكلام على الحضانة النموذجية، إضافةً إلى:

    1- الاقتناع بالمهمة وحبها وأدائها كرسالة.

    2- التحلي بحسن الخلق، وخاصةً الحلم والصبر والبشاشة والمرح.

    3- الحرص على الارتقاء دائمًا علميًّا وعمليًّا لمواكبة التطورات والمستجدات.

    4- التمرس على استعمال الوسائل التعليمية المختلفة وحسن توظيفها لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.

    5- التدريب المستمر على مهارات التدريس والمهارات الفنية والعملية المطلوبة لحسن أداء مهمتها.

    6- الحرص على التزود بالمعرفة اللازمة لحسن القيام بدورها، ومن ذلك طرق التدريس ومهارات التدريس والوسائل التعليمية، وخصائص المراحل السنية التي نتعامل معها واحتياجاتها ومشكلاتها وكيفية التغلب عليها.

    أدوار مطلوبة

    * ما المدة الزمنية التي يجب أن يقضيها الطفل في الحضانة؟

    * لا توجد حدود حاسمة للمدة التي يقضيها الطفل في الحضانة لتفاعل عوامل كثيرة في ذلك:

    فقد يكون جو الحضانة أفضل للطفل من جو البيت فيستفيد أكثر مع طول بقائه في الحضانة، وإذا كانت الأم موظفةً فالطفل مضطر إلى البقاء في الحضانة حتى تفرغ من عملها، أما إذا كانت الأم غير موظفة فحبذا ألا تزيد مدة مكث الطفل في الحضانة عن ست ساعات.

    * لو كان الطفل رضيعًا.. ما المدة الزمنية بين الرضعة والأخرى؟

    * المدة الزمنية بين الرضعة والأخرى هي ثلاث ساعات للطفل الطبيعي (صحةً ووزنًا)، وقد تكون ساعتين للطفل ضعيف البنية قليل الوزن.


    * ماذا تفعل الأم مع طفلها بعد عودته من الحضانة؟

    * على الأم أن تُقدِّم لابنها جرعةً عاطفيةً تعويضيةً عند عودته من الحضانة من الاحتضان والتقبيل والترحيب، ثم تقوم بتغيير زيه والاطمئنان على نظافته الشخصية، خاصةً مكان "الحفاظ"، ثم تُطعمه وتُهدهده حتى يخلد إلى النوم، وعند استيقاظه تسأله عن يوم الحضانة، وماذا كان فيه وتُبدي تعليقاتها وتوجيهاتها المناسبة أثناء المحاورة.

    * ما الدور المطلوب من الحضانة تجاه الطفل في سنينه الأولى؟

    مطلوب من الحضانة:

    1- ربط الطفل بالحضانة وما فيها ومَن فيها.

    2- تعليمه بعض السنن والآداب.

    3- تعويده على الذوقيات والسلوكيات الاجتماعية الراقية.

    4- تحفيظه ما تيسر من قصار السور ومن الأحاديث قليلة الكلمات.

    5- تحفيظه بعض الأغاني والأناشيد السهلة الهادفة.

    6- حكاية القصص ذات المغزى الهادف، خاصةً ما يكون على ألسنة الحيوانات والطيور.

    7- مزاولة بعض الأنشطة الفنية والرياضية.

    8- تعليم الأسس البدائية للقراءة والكتابة والحساب (دون تعجل).

    وتتفاوت الحضانات في القيام بهذا الدور تفاوتًا كبيرًا حسب إحساس القائمين عليها برسالتهم، وحسب توافر الإمكانيات المادية والبشرية لها، فإن فات الحضانة شيء من الموارد المادية فلا يصح أن يغيب عن أذهان أصحابها الإحساس بأمانة المسئولية عن هذه الأعواد الطرية.


    طرق تجنب مشكلات طفل الحضانة

    يصاب بعض الأطفال بالإرهاق خلال الأسابيع الأولى من التحاقهم بدور الحضانة، وهذا لا يعني أن الطفل غير قابل للتكيف مع حياته الجديدة، بل يلزمه بعض الوقت فقط ويستحسن أن تبحث الأم مع المدرسة فيما إذا كان من الأفضل توفيقه بصورة مؤقتة عن متابعة الحضور إلى دار الحضانة. ويفضل في بعض الحالات أن يحضر نصف وقت الدوام، على أن يكون حضوره في الساعات الأخيرة وليس في الساعات الأولى، ذلك أن انصرافه في منتصف وقت الدوام يفسد عليه متعته ويثير نقمته. ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن بعض الأطفال تتوتر أعصابهم إلى حد الامتناع عن النوم وفت القيلولة، وتتمثل الطريقة المثالية لحل لهذه المشكلة في الامتناع عن إرسال الطفل إلى الحضانة ليوم أو يومين في الأسبوع، وفيما يخص الأطفال الذين يتصرفون تصرفاً حسناً في الحضانة، إلا أنهم يكثرون من إثارة المتاعب في المنزل، فلا حيلة في ذلك إلا أن يتذرع الوالدان بالصبر ويبحثا الأمر مع معلمته ويحاولا أن يكتشفا الأسباب التي تثيره ويجد أ حلولاً لها.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 1:14 pm